
نزال ضد القدر
بواسطة عبيدة عبدالله
الوصف
في أحد أحياء المدينة حيث تنطبع الجدران بمرارة الفقر وغبار اليأس، يقف "كازويا" باعتباره رمزاً للصمود والتمرد، يشبه ظلًا يرفض الانصياع لتلك القوى الخفية التي تحاول قهره، يعيش كل يوم وكأن القدر قد رسم له مسارًا ضيقًا لكنّه يصر تحت أنقاض تلك المخططات أن يجد طريقه وحده دون أن يُرفَع رأسه أو يستسلم، ذلك الشاب الممشوق الخطى يدخل الأزقة المظلمة بعيون لا تعرف السكون، يخطو بين أطلال المنازل والقلوب المنهكة وقد قرر أن يعيد بناء مستقبله بنفسه دون انتظار قدَر مكتوب أو وراثة مصير موروث، يتسلح بفلسفة "الفزاعة الحديدية" التي ليست مجرّد تقنية دفاع بل منهج حياة يُمكّنه من تحويل كل ضعف إلى قوة وكل انهيار إلى انطلاقة، كأنه نبت وسط الحجر الصلد يرفض الذبول، يستجدي من الليل هدوءه لينفذ إلى أعماق ذاته ويفهم أن العواصف ليست نداءًا للاستسلام بل اختبار للصلابة، يبدأ رحلة طويلة للقهر الداخلي حين يُقر لنفسه أنه لا بتةً مسرور بالمكان، يتعرّف على الألم الذي تحول إلى وقود والإحباط الذي صار حماسًا، تمر الأيام وهو يتعلم صياغة المعنى من رحم الخيبة، ثم يلتقي في طريقه بأناس في أنصاف الظلال، يقاسمونه المهمات والمهاجع غير المعلّنة، يشاركونه رؤيته في أن الإنسان هو الذي يكتب مصيره، لا مصير يكتبه الإنسان، يصعدون من بين الدمار كقوة جماعية، لا لإنقاذ الأرض فحسب بل لاستنهاض الذات من داخله وتفعيل الإرادة، الرواية هي مساحة للبحث عن الذات في مواجهة قسوة النهاية المفترضة، حيث يصبح الصراع مع القدر هو صراع على نبض الحياة نفسه، كتاب يُحفّزك لتعيد النظر في مفهوم السيطرة ويرسّخ أن النزال مع القدر ليس خيارًا بل واجبًا على من لا يزال يصدّق أن المستقبل ينبض بالحياة والإبداع.