
ارض الوهم
بواسطة بسمة اليوسفي
الوصف
في عالم حيث تتداخل الحقيقة بالوهم وتذوب الحدود بين الخوف والنجاة تتحرك بسمة اليوسفي في روايتها "أرض الوهم" كشخصية تطمح إلى التحرر من قيود واقعية على شكل مشاهير العادات وعلى مسارات أمكنة وأزمنة تبدو جامدة لكنها تخفي خلفها مدارات من الأسئلة الحارقة تلك الأسئلة التي تراود الروح حين يصمت الكلام ويعجز العقل عن احتواء الألم أو آفاقه تبدو بسمة في كتابتها هذه محاطة بصدى داخلي ينبثق من دفاترها وحروفها المترجمة التي تكتبها بلغتها الإنكليزية لكن بروح عربية تختزل مشاعر دفينة وحكايات لم تُروَ بعد تفيض بأوجاع تشتعل تحت الجلد بصمت تتحدث الأرض من تحت الكلمات وتهمس أن في باطن الأشياء أسراراً وأن في العين قدرة على نسخ الحلم وحجمه على صفحة منسكبٍ بالحقيقة والخيال تسافر بنا الكاتبة في مشاهد لم تُرَ حتى نقرأ بأنفسنا تضيف صدى إلى صدى فتعيد رسم الحدود بين الممكن والمستحيل تلامس ذكريات لربما لم نعرفها سابقاً وتفتح لنا نوافذ نحو أوجاع جرح عميق لا يُعرف إن كان توقف أو امتداد تكتب بصياغة قريبة من النفس حيث المشهد الداخلي امتداد للمشهد الخارجي لكل صفحة تنمق تفاصيل شعور بالخوف أو الأمل أو الحيرة أو التحرر وتجعل القارئ يعيد حساباته عن مكانه في العالم وعن حلمه وظلاله تأخذنا القصة إلى حيث لا فرق بين الحقيقة والوهم لأننا ربما مرغوبون في أن نغرق في وهم كي ننجح في تقبّل الحقيقة كبرى أو أصغر تتداخل هنا أحلام الطفولة التي ما زال صداها مختبئاً في بقعة من القلب مع رغبة في نجاة تدفع الشخص إلى البحث عن وميضة نور حتى في أعتى عتمة توحي بأن الخلاص ممكن وإن تأخر وإن بدا للفكر بعيداً عن متناول اليد إنها رواية تضيء فينا خيوطاً لم نكن ندرك وجودها وتعيدنا إلى السؤال القديم: من نحن في أرض الوهم وكيف نَنسُج منها قصة خلاصنا الخاص