
يوما ما
بواسطة احمد عبدالله
الوصف
وتستيقظ على إشارات ماضي والدتها التي لم تفهمها سابقًا ويبدأ الدفتر في كشفه تباعًا. تتوسّل ليان إلى تفاصيل دفترها وتحركاتها اليومية، تدرك أن "اليوم الموعود" ليس هبة من القدر بل قرار يتخذه المرء بعزيمة وعمل يغير مجرى حياته وتاريخها. تضرب الرواية جذور الأمل وتارةً الخوف، تمرّ بنا عبر لحظات صراع داخلي وتفاهم إنساني بين ليان وماضي أمها الغامض. تتبدّل الصورة أمامنا: تسعى لتفكيك عقدة الماضي أكثر مما تقرأ دفاتر مملوءة بحبر أقدار، تقرأ بين السطور ما نسجته أيدي لا ترى في نفسها سوى مواقد ذكريات قد تحمينا أو ترهبنا، منها تستقي شجاعتها ووعيها، منها تنسج مصيرها وكيف سيواجهه الزمن. لا تكتفي الرواية بسرد الأحداث، بل تحفر في شقوق النفس، توزّع تنبيهات الخوف نحو الرغبة نحو الفهم، وتهيب بالقارئ أن يتساءل هو الآخر: هل نحن من نصنع الغد أو يتفتت منا إلى حطام انتظر يومًا ما لتجمّعه؟ تقدم النص الشعور بأن كل صباح جديد هو لوحة لم تُرسم بعد، وكل قرار صغير قد يفتح أبوابًا كان الأمل قد أقفلها أو أنهكها. إن "يوما ما" ليست مجرد قصة فتاة تدون دفاترها، بل هي حوار بين أجيال مغيّبة، ورق ناطق بالحقيقة التي نحتاج أن نومن بها عندما نرى ذواتنا تتعانق مع ما لم نكتب عنه لكن قد كُتب لنا أن نحياه.