امرأة من عالم الجن

الوصف

تبدأ الرواية في العام 1850 داخل قرية العاقير التي سادها الجفاف وتحول الحقول إلى تراب لا ينبت شيئًا واشتد فيها صمت الأطفال وخفت صوت ضحكاتهم بينما يعمّ الليل همسٌ واحد لا يتردد إلا بصوت اسم النداهة تلك الكائن الغامض الذي لا يعرف هل هو روح هائمة أم كائن من عالم الجن وبالتأكيد ليس من البشر يتملك الخوف القلوب حتى لم يجد أهل القرية سوى إرسال خمسة من أشجع الشباب في رحلة محفوفة بالمجهول بحثًا عن النجدة لدى الحاكم في المدينة لكن ما بدا بداية راهنة خلاص سرعان ما اتضح أنه أكثر من مجرد مشوار بل بوابةٍ مشرعة نحو العوالم السبع الخفية المملوءة بجنسين مختلفين من الجن وقوانينٍ قاسية لا ترحم فبداخل تلك العوالم تصبح الرحلة اختبارًا للبقاء تحديًا للإنسانية وتحوّل إلى مواجهة مع أفظع من الموت تتشابك الأحداث وتكشف أسرارًا تختلط فيها الأساطير الشعبية بسحر الأدب المعاصر وتُروى برؤية سردية تجمع بين التشويق والرعب والعمق النفسي في تناغم يجعل القارئ لا يلمّ بالآخر حيث العوالم الطارئة تنتصب كواقع موازٍ يُعيد تشكيل المفاهيم وتُعزّز فكرة أن الخوف الذي يسكننا ربما ليس من الظاهر وإنما من المجهول ذاته الرواية تحوّل مركبًا بين عالمين برؤية إنسانية لأبطال تواجهوا بالغريب ولكن بتفاعلهم معه رسموا حدودًا جديدة للخيال والإثارة ليصبح السرد تجربة تأخذك إلى ما وراء الحدود تقلب المفاهيم وتشعل الفضول داخل النفس وتجعلك تتساءل عن طبيعة الإنسان وكيف يتعامل حين يكون في مواجهة مع ما وراء إدراكه تلك هي الرحلة التي نسجها الكاتب برقة وأسلوب يلامس أعماق القارئ ويستحضر شعورًا بأن العوالم التي نظنها بعيدة ربما تتربص بنا لنكشفها عبر كلمات تُكتب من حافة الوجود إلى عمق النفس البشرية وخفايا الجن والعوالم الخفية.