
وحش فينون
بواسطة بدر رمضان وحسناء محمود
الوصف
في ليلة تُتم فيها بطلتنا عامها العشرين، تخطو إلى داخل منزلها وهي في حالة من الترقب والفضول، على وشك اكتشاف سر حُكي لها عنه مرارًا في أحلام جدتها. طوال الأيام الماضية، كانت ترى ومضات غامضة لأزمنة وعصور سحيقة، رؤى تتكرر لكنها تتوارى أمام الإدراك، بلا معنى محدد. هذه الليلة تبدو مختلفة: تشعر أن سرًا عميقًا سينكشف. بخطى هادئة، تخلع حذاءها وتتجه نحو دفتر كان رفيقها طوال خمس سنوات، تسجّل فيه كل ما يخطر ببالها لليلة بعد الأخرى — ما يربو على عشرة ملايين ليلة من التأمل والكتابة. في تلك اللحظة تتذكر اللحظة المفجعة: وفاة ثلاثة أشخاص، بينما نجاّت دون خدش واحد. هذا الحدث المؤلم يثير الأسئلة في ذهنها: كيف ماتوا وهي سلمت؟ هل ثمة قوى خفيّة تحكم هذه الخسارة؟ في خضم هذه الحيرة يجرّها القدر إلى مغامرة أكثر غرابة: تجد نفسها فجأة ضمن مجموعة من الفتيات والشباب، مهمتهم إنقاذ الأرض. مشهد الفتاة الواحدة تتحول إلى بطلة تُكلّف بحماية العالم، يحمل طابع الأبطال الذين اكتشفوا قواهم في لحظة مصيرية. الرواية تجمع بين التشويق والرعب والخيال، تُقدم مزيجًا من الغموض والملامح الخارقة، حيث الأسطورة والإثارة تتداخلان. تتراوح الكتابة بين الذات الداخلية الدقيقة للبطلة والمشهد الجماعي للمهمة المقدسة. تعتمد الرواية على بناء الترقب والصراع الداخلي، حيث يتكون على النفس ثقل المعرفة — هل يتحمّل المرء معرفة الحقيقة، حتى وإن كشفت عن وجوه مروّعة للعالم؟ الرواية تستكشف فكرة التكوين — كيف يُشكّلُنا الخطر، ما دمنا نشعر بأننا وحدنا أمام عمق مجهول؟ من خلال صور رعب خفيّة، وقوة جماعية غير متوقعة، تستحضر الرواية أبعادًا فلسفية حول العالم، المصير، الخلاص، والقيمة الكامنة داخل كل نفس. إنها ليست مجرد رحلة لتحارب الأشرار، بل رحلة لاستكشاف الذات وخوض غمار الحقيقة، رغم الخوف والمجهول.