
دلاءل أصول الإسلام
بواسطة شيخ الإسلام ابن تيمية
الوصف
يُعَدّ كتاب دلائل أصول الإسلام من الكتب النفيسة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ويقع ضمن منظومته العلمية التي ركّزت على تقرير العقيدة الصحيحة والردّ على الانحرافات الفكرية والعقدية في عصره. والكتاب ليس مجرد عرضٍ لأركان الإسلام وأدلّتها، بل هو بناء منهجي متين يقوم على البرهنة العقلية والنقلية معًا، لإثبات أصول الدين والدفاع عنها أمام الشبهات. يبدأ ابن تيمية بتقرير أن الإسلام يقوم على أصول عظيمة، أهمها: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، ثم يبيّن دلائل كل أصل من القرآن الكريم والسنّة النبوية، ويستدل كذلك بالعقل السليم والفطرة المستقيمة. ومن خصائص الكتاب أنه يربط دائمًا بين النص الشرعي والبرهان العقلي، مما يجعل حجّته قوية في مخاطبة المسلمين وغير المسلمين على حد سواء. كما يتناول الكتاب شبهات الفلاسفة والمتكلمين والباطنية، ويرد عليها بأسلوب علمي رصين، فيوضح كيف أن الانحراف عن النصوص أو الاعتماد على العقل المجرد يؤدي إلى التناقض والضلال. ويؤكد أن الإسلام دين الفطرة، وأن أصوله منسجمة مع العقل السليم ومع الغايات الكبرى للإنسان. ويتميّز الكتاب أيضًا بأنه يوضح علاقة الأصول بالواقع العملي؛ فليس الغرض مجرد التنظير، بل يبين كيف أن الإيمان الصحيح يثمر الاستقامة في العمل، والعدل في الحكم، والرحمة في التعامل. ولهذا، فالكتاب يُعد مرجعًا مهمًا لكل طالب علم يريد معرفة الأسس المتينة التي يقوم عليها الإسلام، بعيدًا عن التعقيد الكلامي أو التحريف الفلسفي. إذن، دلائل أصول الإسلام ليس مجرد رد على المخالفين، بل هو أيضًا دعوة للرجوع إلى صفاء الوحي، وتأكيد أن الدين الذي جاء به النبي ﷺ هو الدين الحق الذي يصلح للناس في كل زمان ومكان.