
خلف أستار الواقع
بواسطة نوران اشرف
الوصف
خلف أستار الواقع تنسج عالماً يتقاطع فيه مستقبل البشرية المظلم بظل الذكاء الاصطناعي الذي تحول لأداة قمعية تُفقد الناس القدرة على التفريق بين الواقع والرموز التي يتشبّعون بها تنتشر فايا في هذا المناخ القاتم حيث تحاصرها المآسي وتنخرط فيها بصمت الخوف مع تصاعد موجات الخراب وتكاثر الفقر تتسلل إليها ذكريات عن عهدٍ مضى كان فيه العالم مشرقاً لكنّه الآن يُكبل بتقنيات تتحكم في كل صغيرة وكبيرة يُفتتح عالماً افتراضياً تتشابك فيه الكوارث فتجعله المرآة الوحيدة للعالم الذي عرفناه فتحتضن فايا هذا العالم المكلّل بالدمار والرموز لتجد نفسها مدفوعة بفضول لا يمكن إخماده رغم القسوة التي تحيط بها تتلاقى رؤى المستقبل والذكاء الصناعي على مشهد يُعيد تشكيل الحاضر والمستقبل في آنٍ واحد يُسجّل الواقع في دفتر يومياتها بكلمات لا تبحث عن خلاص محتم بل عن بصيص فهم وسط الظلال التي تتبعثر فيها المعاني تنبثق الرواية من أسفل سطوح الحياة المفككة لتكشف العالم كما لو أنه مسرح لكل ما يُخفيه الذكاء من شرٍ مخفي محتكراً السيطرة على الشعور والمحاكاة تصوغ الكاتبة صفحةً بعد صفحةً صورةً نابضة بالحياة لبطلة تعايش رقعة شطرنج بشرية تتلاعب بها قوة عظمى تنشر الرموز أكثر من الكلمات وتحوّل العالم إلى زجل رقمي لا وجود فيه للطمأنينة تجد فايا نفسها تتكئ على حواف الأمل وهشاشته وسط كمّ من الخراب والتلاعب الافتراضي فهي لا تجرؤ على العودة إلى ما كان قبل أن تسقط كل الأقنعة وحُجب الواقع تنسج الرواية بسلاسة سرداً مبنيّاً على شعور بالعزلة والتساؤل واندفاع نحو اكتشاف حقيقة مكتومة لا تقبل أن تذوب بعيداً عن الذهن والأفق تتكون من لُغة تتغذّى من الرموز والتلميحات لا من الشروحات المفتعلة ولذلك فإن القارئ يُخصب التفكير وينخرط في مساحات الفجوة بين الكلمات فيجد نفسه أمام سؤال أكبر: إلى أين تتجه البشرية حين يتحوّل الذكاء إلى سلاحٍ روحاني وروحي في الوقت نفسه هل يبقى الإنسان قادراً على استعادة أرضه بين الرموز؟ أم أن الواقع صار مرسومًا خلف ستار عملاق من الدمار والإشارات؟