سر الممالك السبع

الوصف

ليست هذه مجرّد حكاية أطفال أو خيال سطحي بل هي سرد حقيقي ينبض بالعوالم المختبئة في طيات القلوب والرؤى. تبدأ رحلتنا مع ليا وزيد، شقيقان تربطهما علاقة الدم والمشاعر المتشابكة، فتدفعهما إرادة داخلية كأنها نجمة جنوبية تتلألأ في سماء اليقظة، إلى البحث عن سبعة أحجار أسطورية تمثل النار والماء والريح والأرض والضوء والظلام والزمان. تلك الأحجار ليست أهدافًا بل بوابات لعوالم أخرى تنفتح في العمق، في نفس الشخص قبل أن تفتح في المكان. يقف الأخوان على مفترق طرق حيث لا تهمّ قيمة الحجر كما تهمّ قيمة الاختبار الذي يحملانه في صدورهم، حيث يكتشفان في كل مملكة دروسًا عميقة عن القوة والضعف والألم الذي لم يُشفى والأمل الذي لم ينطفئ. تلك العوالم، المنسوجة بحروف الرياح ولمعان الضوء وصرخة النار وسكون الأرض وصدى الظلام وإيقاع الزمن، تحث القارئ على أن يجد نفسه في تفاصيلها، على أن يُواجه مخاوفه القديمة، ويتساءل عن الجروح التي بلا خيوط خياطة، وتلك الإرادة التي تلوح خافتة رغم كل شيء كانت ترفرف وراءهم كخيط ضوء في النفق. هذا السرد يحمل طاقة غامضة قوية، لا يُدرَك تمامًا إن كانت تُوقظ الحنين أو تُوقِظه الأحلام العتيقة أو تُنبه إلى أن وراء كل حكاية مغلقة بابًا مفتوحًا في داخلك. الرواية تنسج فصولها دون فواصل مصطنعة، تتردد الكلمات فيها كإيقاع الأقنية الجوفية، تنساب أحاسيسها كأنها مياه الجداول الخفية تحت الأرض، تغذي القلب وتُنهض بالروح وترمي القارئ في قلب سؤال: هل أنت من يفتح أبواب العالم أم أن العالم هو من يفتح أبوابك؟ إن كنت تؤمن بأن القصص تُصنع من صدق الحواس وتراتيب الأسرار، فربما تجد هذا الكتاب مرآة لك في عتماتك وغيرها، دعوة للاحتفال بالجرأة، للبحث عن النور في كل حجر، ولمعان الأسئلة التي تُعيد بناءنا