
قصر اوڤيل
بواسطة هاجر محمد عبد العزيز
الوصف
قصر أوڤيل هو امتداد لخيال مظلم يأسر القارئ داخل أروقة مكان لا يعرف شروق الشمس فيه بل يغمره سكون دامس كأنه مخلوق حي يلتهم اللحظة ويلاحق الضحية في صمت، تبدأ الحكاية حين يقرر سليم الغمر رجل الأعمال إقامة حفلة تخرج في هذا القصر الذي يئن في الظلام دون أن ينبس ببنت شفة ويطفو على السطح أسطورة فتاة صُدمت بأن تواجهها من العدم وكأنها قطعة مكافئلبة في لعبة مصيرية فتبدأ رحلة لا عودة منها لفضح ما يكمن خلف الجدران الباردة وأبواب القصر المغلقة عنوة فتتردّد نصيحة سردية تحذر من الظلمة التي قد تتحول إلى مصير لا مفر منه ومن النظر خلفك لأن ظلًا يراقبك في صمت يكيف شخصيتك ويستلهم شكلِك في لحظة ضعف ثم لا يرحل بل يظلُ يمضغ ذكرياتك ويعيدك إلى قاع القصر حين تُظن أنك نجوت منه في الواقع أنت لم تدخل بل استُدرجت والمقدمة التي تعيشها كانت مجرد تمهيد لقصة أعمق من الخيال في قصر أوڤيل فيه الظلال تتكاثر وتضيق حدودك وتختزل حقيقتك وتقودك إلى إدراك أنك ربما كنت مطرودًا من مستقبل آخر أو واقعة ضمن لعبة مكتوبة من قبل المصير نفسه وحين يُغلق القصر أبوابه خلفك تغيب الشمس ويحل الظلام أوڤيل ويبقى القصر حيًا بك وبذاك الظل الذي لا يفرق بينك وبينك المقلوب إن ظننت أن القصر تركك فانتظر فإنه لا يُخطئ العودة إلى ذاكرة من عانا في صمت، إنه يشكل تجربة نفسية مرعبة تلعب بمقاييس واقعية وخيالية ليخلق منطقة زمنية وتشويقية تخاطب قلق الإنسان العميق من المجهول ومن اختفاء الذات، فتظل العين تبحث عن الضوء في قلب الظلام الآخذ في الانسلاخ عن الوعي العادي لتنال روحك وتحوّلك إلى أسير بين الواقع والسراب.